کد مطلب:142119 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:210

عبدالله بن الحسین بن علی بن ابی طالب
ولد فـی المـدیـنة، وقیل فی الطف، ولم یصح. وأُمّه الرباب بنت إمرء القیس بن عدی بن أوس بـن جـابـر بن كعب بن علیم بن جناب بن كلب. وأمّها هند الهنود بنت الربیع بن مسعود بن مصاد بـن حـصـن بـن كـعـب المـذكـور، وأمـّهـا میسون بنت عمرو بن ثعلبة بن حصین بن ضمضم. وأمّها الربـاب بـنـت أوس بـن حـارثـة بـن لام الطـائی، وهـی التـی یقول فیها أبو عبداللّه الحسین علیه السلام:



لعمرك إننی لا حب داراً

تحل بها سكینة والرباب



أُحبّهما وأبذل جلّ مالی

ولیس لعاتب عندی عتاب



وكان إمرء القیس زوّج ثلاث بناته فی المدینة من أمیر المؤ منین والحسن والحسین علیه السلام، وقصّته مشهورة، فكانت الرباب عند الحسین علیه السلام وولدت له سكینة وعبداللّه هذا.

قـال المـسـعـودی والإصـبـهـانـی والطبری وغیرهم: إنّ الحسین لمّا آیس من نفسه ذهب إلی فسطاطه فطلب طفلاً له لیودّعه، فجاءته به أُخته زینب، فتناوله من یدها ووضعه فی حجره، فبینا هو ینظر إلیه إذْ أتاه سهم فوقع فی نحره فذبحه [1] .

قـالوا: فـأخـذ دمـه الحـسـیـن علیه السلام بـكـفـّه ورمـی بـه إلی السـمـاء وقـال: (اللهـمّ لا یـكـن أهـون عـلیـك مـن دم فـصـیـل، اللهـمّ إن حـبـسـت عـنـا النـصـر مـن السمأ فـاجعل ذلك لما هو خیر لنا؛ وانتقم لنا من هؤ لاء الظالمین، فلقد هوّن ما بی أنّه بعینك یا أرحم الراحمین) [2] .


قـالوا: فـروی عن الباقر علیه السلام (أنّه لم تقع من ذلك الدم قطرة إلی الارض) [3] ثـمّ إنّ الحـسـیـن علیه السلام حـفر له عند الفسطاط حفیرة فی جفن سیفه فدفنه فیها بدمائه وَرَجَعَ إلی موقفه [4] .

وروی السـیـّد الطـاووسـی أنـّه أخـذ الطـفـل مـن یدی أخته زینب فأومی إلیه لیقبله، فأتته نـشـابـة فـذبـحـتـه فـأعـطـاه إلی أُخـتـه وقـال: خـذیـه إلیـك، ثـم فعل ما فعل بدمائه، وقال ما قال بدعائه [5] .

وروی أبو مخنف أنّ الذی رماه بالسهم حرملة بن الكاهن الأسدی [6] وروی غیره إنّ الذی رمـاه عـقـبـة بـن بـشـر الغـنـوی [7] والأول هو المروی عن أبی جعفر محمّد الباقر علیه السلام.



یا لرضیع أتاه سهم ردیً

حیث أبوه كالقوس من شفقه



قد خضبت جسمه الدمأ فقل

بدر سمأ قد اكتسی شفقه



(ضبط الغریب)

ممّا وقع فی هذه الترجمة:

(الحجر): هو بتثلیث الحاء المهملة وبعدها الجیم الساكنة حضن الإنسان.

(الكـاهـن): بـالنـون، ویـجری علی بعض الألسن ویمضی فی بعض الكتب باللام، والمضبوط خلافه.


(الشفقة): الأولی الحذر من جهة المحبّة، والثانیة هی شفق مضاف إلی ضمیر البدر، والشفق هو: الحمرة الشدیدة عند أوّل اللیل بین المغرب والعشاء.


[1] تـاريـخ الطـبري: 3: 332، مقاتل الطالبيين: 94. ولم أعثر عليه في مروج الذهب ولا في إثبات الوصيّة.

[2] راجع الكامل: 4: 75.

[3] اللهوف: 169، مثير الا حزان: 70، وعنه البحار: 45: 46.

[4] الا حتجاج: 2: 101، وليس فيه: ورجع إلي موقفه.

[5] اللهوف: 169.

[6] تاريخ الطبري: 3: 343.

[7] راجع مقاتل الطالبيين: 95. وليس فيه: الغنوي.